-------------------( بسم الله الرحمن الرحيم ) ------------------
تحية طيبة -------------- وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خـــصوصيــة الصيـــام .!!
إن الصيام عبادة بدنية قوامُها ترك المفطرات المعروفة، ولما كان ترك هذه المفطرات سرا بين العبد وبين ربه، فإنه مما لا شك فيه أنه متى تم هذا العمل فيما بين الإنسان وبين الله كان ذلك أعظم لأجره، وأجزل لثوابه، وقد ذكر ذلك كثير من العلماء، فقالوا: إن الصيام سر بين العبد وبين الله، وقالوا: إن ملائكة الحفظة لا تكتبه، لأن الإنسان إذا صام لا يطّلع عليه إلا الله، فإذا صمت فمن الذي يراك في كل حركاتك، وفي كل أوقاتك؟! .
إن من يغفل عن مراقبة الله له يمكنه أن يفعل ما يريد فيتناول طعامه وشرابه دون ما خوف من الله عز وجل، ولكن العبد المؤمن يعلم أن معه من يراقبه، وأن عليه رقيب عتيد؛ يعلم أن ربه يراه قال تعالى: [[ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ]] .
فإذا كان العبد يؤمن بأن الله تعالى هو المطّلع عليه وحده، كان ذلك مما يحمله على أن يخلص في عمله، كما يحمله على الإخلاص في كل الحالات، ويبقى معه في كل شهور السنة.
فإذا راقبت الله تعالى، وحفظت صيامك، في سرّك وجهرك، في الأسواق وفي البيوت، ولم تتناول ما يفسد صومك، وعرفت أن الله يراقبك فلماذا تعود إلى هذه المعاصي بعد رمضان، وقد حرّمها الله عليك؟! إذا كان الله تعالى قد حرم علينا الكذب، والقذف، وسائر المحرمات من محرمات اللسان، ومحرمات الفرج، ومحرمات اليد، وما سواها.
فلماذا نقدم عليها في غير رمضان؟! أليس الذي يراقبنا في رمضان هو الذي يراقبنا في سائر الأوقات؟ فيجب على المسلم أن يستحضر ربه دائما ، فإنه عليه رقيب يعلم ما تكنه نفسه، يقول تعالى: [[ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ]] .
اللهم بلغتنا رمضان،
فاكتب لنا فيه -وفي غيره- الخير كله،
وأجرنا من الشر كله..
اللهم إنا نسألك نصراً عاجلاً للإسلام و المسلمين ..
اللهم أنصر أخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكــان ..
اللهم آمين